تصميم حلويات كارو – قائمشهر
إن مشروع "حلويات كارو" ضمن النسيج الحضري الكثيف في قائمشهر، يطرح نفسه أطروحة حول الطبقية العمودية للسكن وعمارة العملية الإنتاجية، بدلاً من كونه مجرد تدخل مادي بسيط. الفكرة المحورية هي خلق "قشرة حية" تُنشئ جدلية دقيقة بين الخلق (الإنتاج) والتجارة والسكن. على المستوى الأرضي، من خلال الترميم الهادف، تتحول المساحة التجارية إلى واجهة عرض حسية (Vitrage Sensuel)، حيث تكشف شفافيتها البصرية عن عملية خبز الخبز الطازج والوصول إلى المخزن الاستراتيجي، محولة هذا الطابق إلى عتبة تفاعل مع المدينة. يجسد هذا المبنى، باستعارة "طبقة تلو طبقة"، تدفق العملية الإنتاجية من المادة الخام إلى المنتج النهائي، في غشاء البناء كـ كل متماسك.
صعوداً، يتحول الهيكل إلى تتابع وظيفي عمودي يرسخ التنظيم الهرمي لورش الإنتاج بناءً على الاحتياجات البيئية (من رطوبة الكيك الطري في الطابق الأول إلى درجة الحرارة المعتدلة لورشة المعجنات الجافة في الطابق الثاني)، مما يضمن الكفاءة الحرارية وتوحيد عمليات الإنتاج. تتوج مَنْهَجَةُ العملية عمودياً في الطابق الثالث، لتؤدي إلى الجسر الاستراتيجي للإدارة ووحدة التغليف (Module) التي تتيح الرقابة البصرية على النظام بأكمله. أخيراً، في ذروة هذه الكتلة الناطقة، يقع الطابق الرابع بوصفه خلفية سكنية مستقلة، بثلاث غرف نوم وتراس. ترمز هذه الوحدة المستقلة، بالاعتماد على مرشحات الصوت والحرارة الذكية، إلى التوازن بين الوظائف واستمرارية الحياة في بيئة العمل.
في نهاية المطاف، يُعد "حلويات كارو" نموذجاً رائداً (Avant-garde Model) يسعى، من خلال التأكيد على الوظيفية المتناسبة، إلى تجاوز المفهوم التقليدي للحجم الصامت ليصبح معلماً حسياً. لا يؤدي هذا المشروع وظائفه بشكل صحيح فحسب، بل يخلق أيضاً، من خلال التأكيد على مبادئ الموطن المعماري، مُلكية شبه مظلمة/شبه مضيئة للمجتمع، يتم فيها إعادة خلق الهوية الجماعية باستمرار من خلال التفاعل مع الفيزياء المعمارية، مما يحقق في نهاية المطاف الارتقاء النوعي في السكن الحضري.
